الخطبة الأولى:
الحمد لله نحمده تعالى، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فتقوى الله فوز لنا في الدنيا والآخرة، ونجاة من هول المواقف. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور" (آل عمران: 185).
حديثنا اليوم عن حقيقة عظيمة من حقائق الإيمان، وهي الموت، تلك الحقيقة التي لا مفر منها، ومن أنكرها فقد كفر وكان في سقر. حقيقة أوصانا بها رسول الله ﷺ بكثرة ذكرها، ومع ذلك فإن كثيرًا من الناس يفرون منها، ويشمئزون عند ذكرها، ويحبون أن يلهوا في دنياهم رغم علمهم بأنها فانية.
عباد الله، الموت واقع لا محالة، يقول الحسن البصري رحمه الله: "فضح الموت الدنيا، فلم يترك لذي لبٍّ فيها فرحًا!"، نعم، فالموت هو المصير المحتوم الذي لا مفر منه.
أيها المؤمنون، الموت هو الحقيقة التي يتهرب منها الناس، ولكنه أمر حتمي لا مفر منه. فتدبروا في قول الله تعالى: "وجاءت سكرة الموت بالحق، ذلك ما كنت منه تحيد" (ق: 19). هذا هو الحال عندما يتسلل الموت إلى الإنسان في غفلة، فيخطف الروح في لحظة. فكم من شخص فجأة نسمع خبر وفاته، وقد كان في كامل صحته وعافيته، كما يحدثنا الحديث الشريف عن قرب الساعة: "من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلاً فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقًا، وأن يظهر موت الفجأة" (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).
أعجب والله كيف يجرؤ الإنسان على معصية الله، ويستهين بأوامره، رغم أن الموت يداهمنا في أي لحظة، والروح بيد الله سبحانه وتعالى. نعيش في غفلة، نلهو ونشغل أنفسنا عن تذكر حقيقة الموت، فتأتي اللحظة الفاجعة ويصبح الإنسان في مواجهة مصيره المحتوم. ماذا سيفعل عندها؟ كيف سيكون الحساب؟
عباد الله، لا يغتر أحدنا بكثرة الدنيا ولا بمباهج الحياة، فكل شيء زائل، وكل لحظة تمر من عمرنا تقترب بنا نحو المصير الذي لا مفر منه. فلتكن حياتنا عملًا صالحًا وطاعة لله، فإنَّ الموت لا يعرف صغيرًا ولا كبيرًا، ولا غنيًا ولا فقيرًا. ولا تقفوا مكتوفي الأيدي، بل تذكروا أن كل لحظة يمكن أن تكون فرصتنا للتوبة والعمل الصالح.
أيها المؤمنون، عندما يقترب الموت، يتذكر الإنسان كل شيء: أمواله التي جمعها، والدور التي بناها، والشهادات التي حصل عليها، والمناصب التي وصل إليها، ولكنه في النهاية لا يأخذ من هذه الدنيا إلا عمله الصالح. فلا تظنوا أن الدنيا هي الغاية، بل هي مجرد وسيلة لآخرةٍ أفضل. قال النبي ﷺ: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه." فالموت ليس نهاية، بل هو انتقال إلى حياة أخرى، حياة أبدية.
أيها المؤمنون، استعدوا للموت، ليس بالخوف منه، بل بالعمل الصالح، بالرجوع إلى الله، بالصدقة الجارية، بالدعاء. تذكروا أنه لن ينفعك شيء من الدنيا عندما تضعك قدمك في القبر سوى العمل الذي قدمته. اعملوا لآخرتكم كما لو أنكم سترحلون إليها اليوم.
اللهم اجعلنا من الذين يذكرون الموت في كل وقت، ويعملون للآخرة بكل إخلاص. اللهم ارزقنا توبة نصوحًا، ونجنا من موت الفجأة، واجعلنا من أهل الجنة بفضلك وكرمك.
اللهم آمين.
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي كتب الموت على جميع خلقه، وجعل الدنيا دار عبور لا مقر، أحمده سبحانه وأشكره على نعمه التي لا تُحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين. أما بعد:
عباد الله، لقد رُوي أن ملك الموت دخل على داود عليه السلام فقال له داود: "من أنت؟" فقال ملك الموت: "أنا من لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشوة." فقال داود عليه السلام: "إذًا أنت ملك الموت؟" قال: "نعم." قال داود: "أتيتني ولم أستعد بعد؟" فقال ملك الموت: "يا داود، أين قريبك فلان؟ أين جارك فلان؟" قال: "مات." قال ملك الموت: "أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد؟"
عباد الله، الموت حقيقة لا مفر منها، وهو وعد الله الذي لا يتخلف. قال الله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ" (فاطر: 5). فالموت لا يفرق بين صغير وكبير، ولا بين غني وفقير، ولا بين قوي وضعيف. إنه قادم لا محالة، فكيف السبيل للاستعداد له؟
قال رسول الله ﷺ: "أكثروا من ذكر هادم اللذات." وإن الاستعداد الحقيقي للموت يكون بالتقوى والعمل الصالح، وليس بالتمني والتأجيل. روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلًا جاء إلى النبي ﷺ فقال: "يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرًا؟" فقال: "أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان." (متفق عليه).
عباد الله، تأملوا في قول الله عز وجل: "فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ. وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ" (الواقعة: 83-85). حينها يقف الأحباب والأقرباء عاجزين، لا يستطيعون إنقاذ المحتضر، وهو يعاني سكرات الموت، تفيض روحه إلى ربها.
فأهل الإيمان يُقال لهم عند الموت: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ" (فصلت: 30). ويرى المؤمن مقعده من الجنة ويُبشَّر برحمة الله ورضوانه: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" (الفجر: 27-30).
أما الفريق الآخر، الذين ظلموا وبارزوا الله بالمعاصي، فإن الله قال فيهم: "وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ" (الأنعام: 93).
يا من أكلتم أموال الناس بالباطل، يا من عققتم والديكم، يا من استهترتم بالصلاة، يا من شربتم المسكرات وارتكبتم المحرمات، أما تخشون أن يأتي الموت فتُحال بينكم وبين التوبة؟ قال الله تعالى: "وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ" (سبأ: 54).
عباد الله، القبر هو أول منازل الآخرة، كما قال النبي ﷺ: "إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ منه فما بعده أشد منه." (رواه الترمذي). وهو مشهد رهيب، كما قال ﷺ: "ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه." فمن كان من أهل الجنة، فُتح له باب إلى الجنة، ومن كان من أهل النار، فُتح له باب إلى النار.
فيا عباد الله، اجعلوا الموت واعظًا لكم، واعلموا أن الدنيا دار زائلة، وأن الآخرة دار القرار. فأعدوا الزاد قبل الرحيل، وتقوا الله وأطيعوه لعلكم تفلحون.
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم إنا نسألك توبةً نصوحًا قبل الموت، وراحةً عند الموت، ومغفرةً ورحمةً بعد الموت.
اللهم هوِّن علينا سكرات الموت، وثبِّتنا عند السؤال، واجعل قبورنا روضةً من رياض الجنة، ولا تجعلها حفرةً من حفر النار.
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا.
اللهم اجعلنا ممن يُبشَّر عند الموت بروحٍ وريحان، وربٍّ راضٍ غير غضبان.
اللهم لا تجعلنا من الذين إذا جاءهم الموت تمنّوا الرجوع، ونسألك يا أرحم الراحمين أن ترزقنا حسن الخاتمة.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله، ولا تجعلنا ممن طال عمره وساء عمله.
اللهم إنا نعوذ بك من سوء الخاتمة، ونسألك أن تقبضنا إليك وأنت راضٍ عنا، لا خزايا ولا مفتونين.
عباد الله، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة عليه، فقال سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
درس في المسجد: "حقيقة الموت والاستعداد للآخرة"
الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلونا أيُّنا أحسن عملًا، وهو العزيز الغفور.
أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إخوتي في الله، حديثنا اليوم عن أمر عظيم لا يغيب عن الأذهان، ولكنه يغيب عن العمل، عن الحقيقة الكبرى التي تواجه كل حي ولا ينجو منها أحد، ألا وهي الموت. هذه الحقيقة التي جعلها الله ميزانًا يدفعنا للعمل، ومقياسًا يضع الدنيا في نصابها.
إن الموت هو بداية الرحلة إلى الآخرة، وهو الفاصل بين دار الفناء ودار البقاء. يقول الله سبحانه وتعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ، وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ، وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" [آل عمران: 185]. فالدنيا بما فيها من زينة ومتع هي غرور زائل، والحقيقة الوحيدة التي لا مفر منها هي الموت.
يُروى عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال: "فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لبٍّ فيها فرحًا." تأملوا في هذا الكلام، كيف أن ذكر الموت يكشف زيف الدنيا ويضع أمام الإنسان حقيقة أنها دار عبور، وليست دار إقامة. فكم من إنسان شُغِل بجمع المال، وبناء القصور، وتحقيق الأحلام، وفي لحظةٍ واحدة يطرق الموت بابه دون استئذان، فيترك كل شيء وراءه.
أيها الأحبة، إن رسول الله ﷺ أوصانا بكثرة ذكر الموت، فقال: "أكثروا من ذكر هادم اللذات." (رواه الترمذي). ليس لنعيش في خوف أو قلق، بل لنتذكر أن الدنيا مرحلة قصيرة تُعدّنا للآخرة، وأن أعمالنا هي الزاد الذي نحمله معنا إلى دار القرار.
لقد كان السلف الصالح يجعلون الموت أمام أعينهم، فيحاسبون أنفسهم في كل لحظة. يُحكى أن ملك الموت دخل على داود عليه السلام، فقال له داود: "من أنت؟" فقال: "أنا من لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشوة." فقال داود: "إذًا أنت ملك الموت؟" قال: "نعم." فقال داود: "أتيتني ولم أستعد بعد!" فقال ملك الموت: "يا داود، أين قريبك فلان؟ أين جارك فلان؟" قال: "مات." قال ملك الموت: "أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد؟"
يا إخوتي، كم منا سمع بخبر وفاة قريب أو جار، ومع ذلك نستمر في الغفلة؟ كم من الناس يعيشون كأنهم مخلدون، يؤجلون التوبة، ويؤجلون الصلاة، ويؤجلون كل عمل صالح، وكأن الموت لن يأتيهم!
الله سبحانه وتعالى يقول: "وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ" [ق: 19]. سكرات الموت هي اللحظة التي ينكشف فيها كل شيء، لحظة يعجز فيها الإنسان عن الحركة أو النطق، ويقف بين يدي الله، وحيدًا بلا مال ولا أهل ولا منصب. كل ما يبقى معه هو عمله، فإن كان صالحًا فبُشِّر بالجنة، وإن كان سيئًا فبُشِّر بالعذاب.
إخوتي، ما الذي أعددناه لهذه اللحظة؟ هل نحن مستعدون للقاء الله؟ النبي ﷺ قال: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه." (رواه البخاري). وليس المقصود حب الموت بذاته، بل حب اللقاء برب كريم، وحب الانتقال إلى النعيم الأبدي.
تأملوا إخوتي، عندما يُحتضر المؤمن، تأتيه الملائكة تبشره بالجنة، يقول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ" [فصلت: 30]. أما العاصي، فتُقبض روحه بعنف، وتُبشره الملائكة بالعذاب، يقول الله: "وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ..." [الأنعام: 93].
يا من تستهينون بالصلاة، يا من تؤجلون التوبة، يا من تأكلون أموال الناس بالباطل، أما تخشون أن يفاجئكم الموت وأنتم على هذه الحال؟ النبي ﷺ قال: "إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ فما بعده أشد منه." (رواه الترمذي).
القبر، يا إخوتي، هو مكان الظلمة، ولكن الله يجعله روضة من رياض الجنة للمؤمنين الذين أحسنوا العمل. فكيف نجعل قبورنا رياضًا؟
- بالتوبة الصادقة من كل ذنب.
- بالصلاة في وقتها، فهي أول ما يُسأل عنه العبد.
- بالصدقة التي تطفئ غضب الله.
- ببر الوالدين، وحسن الخلق مع الناس.
إخوتي في الله، الموت ليس نهاية، بل هو بداية لدار أبدية. قال النبي ﷺ: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له." (رواه مسلم). فاحرصوا على أن تتركوا خلفكم ما ينفعكم يوم القيامة.
اللهم اجعلنا ممن يستعدون للقاءك، وممن يذكرون الموت في كل حين، ويعملون للآخرة. اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة، ولا تجعلها حفرة من حفر النار.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.