تخطي للذهاب إلى المحتوى

 

 عنوان الخطبة: "النجاح في الدراسة: الاجتهاد والتقوى سبيل الفلاح"

الخطبة الأولى: 

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وهدانا إلى صراطه المستقيم، نحمده و نستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المؤمنون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فإنها زادنا في الدنيا والآخرة، وسبيلنا إلى الفلاح والنجاح. قال الله عز وجل: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" [الطلاق: 2-3]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة".

أيها الأبناء الأعزاء، يا طلاب العلم، أنتم اليوم على أعتاب امتحاناتكم، وهي محطات مهمة في مسيرتكم العلمية. النجاح فيها ليس صدفة، ولكنه ثمرة اجتهادكم وسعيكم. قال الله تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ" [الزمر:9].

العلم نور يهدي الإنسان إلى طريق الفلاح، ورفعة في الدنيا والآخرة، يقول الله عز وجل: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" [المجادلة:11]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة".

لذا، اجتهدوا في طلب العلم بإخلاص، وأخلصوا النية لله، فهو عبادة تقربكم إليه. حافظوا على المذاكرة الجادة مع الاعتدال، وتجنبوا السهر المفرط الذي يرهق النفس ويضعف الذاكرة. توكلوا على الله بعد الأخذ بالأسباب، فهو المعين الذي لا يخيب من استعان به. قال تعالى: "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" [الطلاق:3].

أيها الأحبة، احذروا من الغش في الامتحانات، فهو محرم شرعًا وله عواقب وخيمة على النفس والمجتمع. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا". الغش يحرم صاحبه بركة العلم ويخالف الأمانة التي أمرنا بها.

تعاونوا مع زملائكم في طلب العلم، وكونوا عونًا لبعضكم البعض. فإن التعاون يعزز المحبة ويرسخ المعلومة. واحترموا كتبكم وأدواتكم الدراسية، خاصة تلك التي تحتوي على كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ولا تنسوا أن النجاح الحقيقي لا يقاس بالدرجات فقط، بل بالإخلاص والاجتهاد. إن جاءت النتائج كما تأملون، فاشكروا الله على فضله، وإن كانت دون ذلك، فاقبلوا قضاء الله بقلوب راضية، واعلموا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

وفي الختام: أسأل الله أن يوفق أبناءنا وبناتنا، وأن يجعل النجاح حليفهم في الدنيا والآخرة، وأن ينير قلوبهم بالعلم النافع والعمل الصالح. اجعلوا حب العلم طريقكم، وتقوى الله زادكم، فهو سبيل الفلاح.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. الحمد لله الذي جعل العلم نورًا يهتدي به السائرون، وحبله المتين الذي يتمسك به المؤمنون. أحمده حمدًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: أبنائي الطلاب، في هذه الأيام التي تقترب فيها امتحاناتكم، تذكروا أن النجاح لا يتحقق إلا بالصبر والمثابرة، وأن الطريق إلى التفوق يحتاج إلى عزيمة قوية واستعداد جيد.

احذروا من رفقاء السوء الذين يفسدون عليكم وقتكم الثمين أو يغرقونكم في ممارسات خاطئة. 

إن أصحاب السوء قد يستغلون هذه الأوقات لترويج المخدرات أو لإفساد عقول المجتهدين بشتى الطرق. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا تصاحبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ".

اجعلوا وقت المذاكرة الجماعية فرصة للتركيز والتعلم، ولكن انتبهوا، فإنها قد تتحول إلى مضيعة للوقت إذا لم تكن منظمة وذات هدف واضح.

أيها الآباء والأمهات، إن دوركم في هذه المرحلة من حياة أبنائكم لا يمكن تجاهله أو التقليل من أهميته. إنهم في حاجة ماسة إلى دعمكم ومساندتكم في كل خطوة يخطونها. يجب عليكم أن تكونوا حاضرين في حياتهم، تتابعون دراستهم وتساعدونهم في تنظيم أوقاتهم بشكل فعال. إن تقديم النصائح والإرشادات لهم ليس مجرد واجب، بل هو استثمار في مستقبلهم. تذكروا أن دعمكم النفسي والمعنوي يمكن أن يكون له تأثير عميق على ثقتهم بأنفسهم وعلى نجاحهم الأكاديمي. كونوا لهم الأصدقاء والأهل في آن واحد، وشاركوا معهم أفراحهم وتحدياتهم، فهذا سيساعدهم على تجاوز الصعوبات وتحقيق أهدافهم.

ولا تنسوا الدعاء لهم بالتوفيق والنجاح، فالدعاء من الوالدين مستجاب بإذن الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ: دعوة الوالد لولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم". رواه أبو داود وغيره.

اللهم اجعل أبناءنا وبناتنا من أهل العلم والتقوى، ووفقهم في دراستهم، واجعلهم من الناجحين المتميزين. اللهم اجعل النجاح حليفهم، وارزقهم التوفيق في جميع شؤونهم. 

اللهم وفق جميع المعلمين والمعلمات، واحفظهم من كل مكروه، وبارك في جهودهم، وأدم علينا نعمة العلم والتعليم.

اللهم اجعل الوالدين سببًا في رفعة أبناءهم، وبارك في صحتهم ومالهم، ووفقهم لما تحب وترضى.

اللهم اجعل مؤسساتنا التعليمية منارة للعلم، ووفق القائمين عليها لما فيه خير البلاد والعباد، وبارك في جهودهم وأعمالهم.

وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.